RSS

5/27/2008

ديوان حقوق المؤلف للناشرين فقط

ما من شك أن الهدف الأساسي الذي من أجله تم إنشاء مؤسسة الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة كان الدفاع عن حقوق المبدعين المالية و الحفاظ على ملكيتهم المعنوية لما يبدعونه من السرقات الفكرية و الأدبي. غير أن ما لوحظ في الآونة الأخيرة من تصرفات بيروقراطية للمشرفين على هذا الصرح العظيم أفقده كل قيمة و جعل الثقة ترتج ارتجاجا في صلاحيته. و لعل هذا سبب من الأسباب التي دفع بالأكثرية الكتاب إيداع إبداعاتهم لذا مؤسسات أجنبية تنشط في نفس الميدان و بضمان أفضل.

في البدء ، و لكوني من المنخرطين القدامى في ديوان استغربت هذا الهروب ، حتى صدمت مؤخرا و أنا أضع بين يدي مسؤول محلي مجموعتي القصصية الثالثة للإيداع بقرار جديد غريب يرغمني على ملأ استمارة مخصصة للأعمال المنشورة ، رغم أن مجموعتي لم تحظ بعد بنعمة النشر إلا مجزأة في الجرائد الورقية و الالكترونية. فصارحت المسؤول أن كتابي لم تنشر بعد بل لا تزال مخطوطا و الاحتمال الأكبر أنه لن يرى وجهه المطبوع في القريب الآجل. فهز رأسه و أعلمني أنه إجراء إجباري مفروض لقبول الإيداع. و ما العمل إذن سألته محتارا؟ فجاء جوابه إكراما لكوني من المنخرطين القدامى و النشطين إيداعا أن أرفق مصنفي بنسخة من صفحة مستخرجة من جريدة نشرت لي قصة من المجموعة. فعدت إدراجي و طبعت نسخة من صفحة مجلة الكترونية و قدمتها له.

غير أنه و بعد شهر هاتفني المسؤول المحترم و المشكور على حسن معاملاته و أخبرني بخبر رفض الإيداع من السلطة العليا في العاصمة.

لقد تغيرت إذن مهمة الديوان من حماية الغير منشور إلى المنشور و الذي يعتبر نشره طابعا مشمعا يعلن حمايته و نسبه .

و أنكر أني منذ البدء استغربت بعض التصرفات المنافية للأعراف الدولية الخاصة بدواوين حقوق المؤلف كإيداع المصنفات في أظرف مغلقة و مختومة لا يكشف محتواها إلا بطلب من القضاء لضرورة الشاهد في حالة نزاع عن حق الملكية. أما عندنا فالعكس هو الصحيح أنت مجبر لكشف إبداعك شكلا و مضمونا . ولا داعي لأن أطيل في سرد المشاكل الأخرى و أكتفي بذكر ما تعرض له الصديق محمد قناد كاتب فيلم البخيل من حرمانه من حقوقه المالية الناتجة عن البث الأرضي و الفضائي للفيلم بجزأيه في التلفزة الوطنية. و قد أكد له المسؤول في اليتيمة أن جميع مستحقاته تدفع مباشرة للديوان. و حتى كتابة هذه الأسطر لا يزال المسكين ينتظر نشر تظلمه في الشروق اليومي لعله و عساه.

إنه جدار آخر يضاف للحشد الهائل من جدران الصد و العرقلة المنبثة في وجه الفنان الجزائري .

0 commentaires: