RSS

4/17/2009

خربشات درويش



1

ماذا ستكتب الرّيح

حينما يسكب أنين الصبايا

قي هشيم تاريخنا المعلب بالخيانة ؟

كيف تهرب أحلامهن

عبر المجاري المكسورة ،

وتهجر في أمعاء الجرذان المحجورة ؟

2

إننا مسكنون بالفراغ

أعيننا تدمع السواد الحامض

و هياكلنا الفارغة

ابتلعت ضلالها القصيرة

لم يبقى لأمسنا إلا الرثاء

وليومنا عد البراغيث الوليدة...

3

يقال أن يومنا حامل

وأن المولود مجد

كل الطبول تبني له مهد

وفي الفجر

نعق غراب

من كل محراب

أن الطبيب أخطأ في التشخيص

و أن الحمل مجرد انتفاخ

و تراكم مستمر

للهم و الجراح...

4

قلبي قنديل بائس

على رف مكسور

بجوار زجاج مهشم منثور

في أسفل حائط قديم محفور

وأنا بمقربة منه

تمثال مرمري معقوف

ألملم بقايا وجهي وظلي..

5

في المنعرج الأخير،

خلف قسمات حزني المزمن،

جلست انتظر فرحي الآتي

كل النسائم المهاجرة عبرت من هنا

كل الدموع المنفية دفنت هاهنا

وهاهنا جلست القرفصاء انتظر فرحتي القادمة

لا يهم كم من تاريخ سجلت على الثرى

لا يهم كم من حلم حلق فوقي و لم يراني

كل ما استوقفني

أني أخيرا لمحت النور من بعيد

من ذاك البعيد

الأقرب من البعيد

لهذا أنا واقف لا أبكي

لملمت كل أحزاني و سددتها خلف ظهري

و هاأنا أستعد للقاء.



- ذات صيف مغنية الغبارية -