RSS

12/25/2006

النبضة الثانية

بلقيس


بقلبي طيور ملائكية حلت
تحمل عرش بلقيس

في غصن توت
في ليل يموت

تحمل بلقيس في ثوب عرسها
وتاجها اليقوت

بخيوط فؤادي
نسجت قصرا لها وبيوت
ولمملكتها أرخت
بورق زيتون و ناي صموت

وخلف الستار
بلا انتظار
عزفت أغنيتي
وخلف الستار
كان الانتصار
خلف الستار

تلمسان يوم:1992/11/02

معزوفة الرحيل

بلا صراخ بلا صمت
من خلف المدى
أرقب البعد يغتال وردتي
يناولها السم في التفاحة
يختطفها بلا مغامرة
و لا يترك منها غير ظل
مغروس كراية الهزيمة

بلا صمت بلا صراخ
من خلف ذاتي
أسكب الانتحار لأشواقي
لتزرعني المأساة
تحت أنقاض الآهات الناعقة
ليُركبني الرحيل المسافة
وينفتح بابي على مجاهيل النهاية

بيضاء الثلج
لن تعود ياقلبي
بيضاء الثلج
خلعت قبلتي عن شرفة الفجر
قالت وداعا للدمع المتبرج
فوق أبراج مقلتي المهترئة
تركتك وحيدا في العاصفة
تحفر قبورا للذكرى
بيضاء الثلج
لن تعود يا قلبي
بيضاء الثلج
راحت و تركت الحقيبة

مغنية يوم :1992/11

12/22/2006

نبضات من الماضي1


و أنا أرتب أرشيفي وقع نظري على قصاصات قديمة بدأ ينال منها الغبار و الرطوبة. حملتها وقد انتابني شعور بالحنين الى تلك اللحظة الهاربة مني، الى جلستي منعزلا في غرفتي في الحي الجامعي و انا هائم مع نصي و كأني ملكت كل العالم الجميل
جلست القرفصاء و خفقت اجيل النظر في الحبر و السطور وكم كانت فرحتي عارمة بما عثرت عليه. وهذه نسخة ادونها شكرا لذاك الشاب الذي كنته

هيلانا
لما غابت الشمس، و سجنت الشموع، أرخى الظلام ديجوره على مدينة هيلانا
من مرقدي ، من اعالي جبل حراء رحت أسحب خيوط النور لأعيد للكون أنفاسه الوردية
رحت كالهدهد أنثر أغاني الحب و المجد
رحت أشد أقواسي لأغرس الربيع الأبدي في أنفاس المدينة الهجورة هيلانا
لكن، فجأة، أياد غجرية امتدت نحوي، كبلتني، نعم هيلانا كتبت فوق جبهتي مجنون، حفار قبور، مسدل الأنوار، عدو الحرية، و نست، آه هيلانا أني صانع الأمجاد رسول النور إلى البشرية
طردوني، نفوني، لتصلبني الغربة على أبعادها و ترتسم المعاناة حسناء تعانقني، تمتص السعادة من شراييني، فتحيلني قيثارا بلا نغم، وترا أخرسا كالكفن، ثم تنثرني، فلا ورد يلثمني و لا نسيما أخضرا يتنشقني، سوى ظلام قفر يتلقفني، يستعبدني يسحقني و يسحقني
آه هيلانا حبيبتي
سأعود رغم خيوط الأرملة السوداء
سأعود رغم الدببة القطبية
رغم أنياب دراكولا العاجية
سأعود تحملني فرسي البيضاء المجنحة،
النور بيدي اليمنى و المعول بيدي اليسرى
سأعود لأحفر القبور للجيف و أنفث في القتلى الحياة
سأعود هيلانا لأعيد للكون أنواره الأزلية
سأعود هيلانا ، سأعود

جامعة تلمسان-الحي الحامعي -18/02/1992

تأوهات

كلما تقدم بي العمر أجدني أقل ميلا للكتابة و الإبداع لأسباب لم أعد متأكدا منها. قد تكون المشاكل اليومية المنجرة عن صعوبة الحياة و التفكير الدائم في دخل إضافي أحسن به معيشتي و أتخلص بمعونته من أزمة السكن التي تحاصرني ، و قد تعود كذلك لانغلاق أبواب النشر أمامي لكون نشر كتاب صغير يتطلب مالا معتبرا لم أتمكن بعد من توفيره ، إلى جانب الاحصائيات المنذرة باستمرار هبوط مؤشر المقروئية في وطني خاصة ما تعلق بالأدب. و لعل هذا ما جعل الكثير من المكتبات تغلق أبوابها و بعد مدة ترى أصحابها أعادوا فتحها وقد تحولت إلى مطاعم و محلات للأكل الخفيف

في أحاين كثيرة يعاودني الحنين لذاك الشاب الحالم المثابر على الكتابة و الابداع التشكيلي، الى ذاك الشاب الذي يمضي نهاره في المطالعة و ليله في الكتابة رغم بساطة تجربته. لأسأل بحرقة و قد مضى الطيف الوردي بعيدا هل سيأتي اليوم الذي يعاود فيه الظهور أم أنه أعلن موته بعد أن غلبه الاكتئاب و اليأس؟
إني أحاول جاهدا ألا أنتحر فكريا و لا حتى ابداعيا و أسلم ذاتي للقيم التي طالما حلمت أن أعيشها
فما زلت أتلقى الصفعات، و تصدمني المحبطات لكن الشعلة لم تنطفئ بعد، لازال أوارها مستعرا بأمل كبير في الله و بان تتبدل دنيانا للأحسن

10/11/2006

مجازفة


منذ مدة و أنا أمني نفس بالكتابة و لو مقالا صغيرا في مدونتي هاته المهجورة، و لا أدري لما لم أتمكن من ذلك، كأن حالة الاحتباس الدورية بدأت بشاراتها تلح في الأفق.. الأفكار تتسارع في خاطري و مواقف ترتسم و تتشكل و أراء تتبلور لكن بمجرد أن أرفع القلم يتبخر كل شيء و كأن صداعا نوويا انفجر و احالها الى فراغ
كنت أفكر في الكتابة حول ما يجري الآن من صراع و تدافع بين الاخوى في فلسطين، لكني تراجعت من كثرة ما قرأت من تحاليل صحفية تناقش الأزمة سياسا و اجتماعيا و ثقافيا حيث تم قول كل ما أردت قوله فابتعدت عن التكرار
ثم فكرت بالكتابة عن نجيب محفوظ خاصة و أن مذكرة تخرجي الجامعية تناولت بالدراسة و التحليل روايته الرائعة السمان و الخريف، فبدأت بتدون ما أعرفه و ما وصلت اليه من معلومات حول شخصه و أد به . غير أنني في الأخير توقفت متأملا ما كتبت لأصل الى نتجية أن ما خططته لا يرقى إلى مستوى أديب مثله ، فركنت الأوراق جانبا إلى أجل غير مسمى
و عوضا أن أستمر في التفكير في مشاريع ابداع أدبية وجدت نفسي أنساق وراء حلم مازال يروادني و لم أنجز منه غير السيناريو . انه حلم ألعاب فيديو
تعليمية عربية مجانية يستطيع فقراء أمتنا التمتع بها من خلال نوادي الأنترنت الحكومية المجانية فكما لا يفوتنا التذكير أن من لا يستطيع شراء لعبة حتميا غير قادر على امتلاك حاسوب شخصي
الفكرة عرضتها في الكثير من المنتديات المتخصصة في تقنية الفلاش أو البرمجيات الأخرى لكن طال انتظاري و لم أحصل على متعاونين متحمسين للمشروع .
وكعادتي عقدت العزم على خوض التجربة بمفردي و خفقت في البحث عن المعلومات و الوثائق التعليمية في البرمجة
و تطوير الألعاب . و لأكون صادقا فالشبكة العنكبوتية وفرت لي ما لم أحلم به فشكرا لكل من سخر جهده و وقته لتحقيق فكرة المعرفة للجميع
و أنا حاليا في طور التعلم عن بعد احاول الاحاطة بلغة كنت درستها سابقا و توقفت ، و حسب آخر ما علمته أغلب الألعاب العربية المتاوجدة في السوق مطورة بها، إنها لغة الفيزوال بازيك
العريقة.
افاقتنيت الاصدار السادس و كل ما يتعلق به من وثائق تعليمية، كتب ، مواقع و رموز أساسية ، و أكثر من كيلوغرام من البن الجيد
أجل حدت مجددا عن تخصصي و جرفني تيار أحلامي نحو عالم جميل لا أدري ما يخبئ لي من مفاجاءات، لكنها تجربة تستحق المجازف و الكثير من الصبر

9/29/2006

دفاعا عن الإسلام

كلما أثيرت فتنة بيننا نحن المسلمين و بين المسيحيين بسبب تصرفاتهم أو تصريحاتهم العدائية الداعية لصدام الديانات وجدنا أنفسنا مندفعين غيرة و حمية لديننا لإصدار بيانات التنديد و تسيير مسيرات الشجب دون أن نعتبر تلك التهجمات فرصة من ذهب لتعريف الجاهلين بعظمة ديننا و نبينا عليه الصلاة و السلام و لتبيين أن الإسلام دين سلام و أمن و رقي حضاري ، مثلما يسارع أعداءنا لإغتنام أحداث التفجيرات و الأعمال التخريبية بألصاقها بثقافة الاسلام و توجيهاته.
و بدل أن نكون نحن الدال على النور أصبحنا الطامس له بسلوكاتنا المنافية له، و أصبحت اجتهادات غيرنا من الأمم سببا في كشف كنوز الإسلام للعيان و بالتالي اعتناق مبادئه من قبل أفواج من الأرواح الضالة. و طبعا لا يمكننا أن ننكر المجهودات المشكورة لطائفة قليلة من الدعاة المتمكنين في ملأ هذا الفراغ الدعوي بالصهر على التعريف بالإسلام من خلال شبكة الأنترنت و القنوات الفضائية و الكتب المترجمة و المدونة باللغات الأعجمية. لكن العمل الأعظم يبقى في الميدان و فوق أرضهم و بين صفوفهم بواسطة الجاليات المسلمة و المراكز الثقافية الإسلاميةالنشطة تقوم بتوزيع منشورات دعوية مجانية و طباعة الكتيبات الجادة المقارنة بين الأديان و في الاعجاز العلمي و باقامة معارض تبرز دور الحضارة الاسلامية في ترقية العلوم التطبيقية و الانسانية و ارساء قواعد السلام بين الأمم ، و كذا تنظيم مناظرات و محاضرات.
ثم لما لا نبدع طرق جديدة لتبليغ الرسالة المحمدية السمحة و يكون هدفها بلوغ أكبر عدد ممكن من البشر. ثم لما لا تؤسس مسابقة دورية للأفكار الدعائية الدعوية تحفز العقول اليقظة لابداع وسائل جديدة في الدعوة.
و لنضرب مثلا على ذلك:
ادراج بطاقات اشهارية في علب المواد الاستهلاكية مطبوعة بشكل فني جميل تحوي على سبيل المثال معلومات عن المواقع و القنوات الفضائية الاسلامية. استغلال الشاشات العملاقة المنتشرة في العواصم الغربية بشراء حقوق بث ومضات اشهارية تدعو لمعرفة الاسلام.
الاشهار الالكتروني عن طرق محركات البحث الأكثر استعمالا.
ارسال نشريات تعرف بالاسلام عبر البريد الالكتروني باللغة الانجليزية على أن تكون معدة بأسلوب مشوق و محفز لمعرفة المزيد، مع التركيز على الاحصائيات السنوية لمعتنقي الإسلام، فلا يخفى على أحد من العالمين أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يشهد ارتفاعا متزايدا لمعتنقيه.
هذه عينة فقط لبعض الأفكار و الأكيد أن الكثير منها يدور بخلد العقول المبتكرة الاسلامية تنتظر الدعم لتجسيدها ميدانيا.
و بهذا فقط ندافع عن الرسالة الخاتمة و نبرهن على حبنا لنبينا عليه الصلاة و السلام و ليس بقتل الأبرياء و حرق البنايات و مسيرات الغضب الغير عاقل.
و لنكن على يقين أن الحملة المسعورة على الديننا ستستمر بأمكر الطرق لعلمنا اليقيني أن اليهود و النصرى لن يرضوا عنا إلا إذا اتبعنا ملتهم كما قال الحق سبحانه و تعالى.

9/07/2006

بكائية يتيم


سلامي إلى أرض أرهقني
عشقها
و أبكت شراييني ماءا من قطران
سلامي إليك يا أمي
نفسي مكتوم في حنجرتي
و نشيدي مات طفلا
سلامي إليك قدسي
فقد أرهقني الانتظار
وأدماني الوقوف
بين الأنظار
وصلبني كأس عشقي
على جمر الأصفار
مرتحلا في الشجن الأزلي
غصن زيتون أنا
ممبتلا بالأقذار
و حلم غجري
لم ترحمه الأعذار
فأقعى خريفا
مكسور الأوتار
فمعذرة أمي
لم ألمس ثديك يتيما
ولا جبهتك صبيا
بائس انا
بين كفيه أيقونتك
و شيئا من مائك
و باقة سنبل و أزهار

9/02/2006

أقلام متكسرة


لوحة أقلام متكسرة تم انجازها في حالة لا وعي ناتجة عن ضجر واحباط وشيء من الرغبة في الصراخ المدرج بالعويل
كلما نظرت اليها احسست بصدق غريب يتفجر من خطوطها
صدق يحملني بين اكف الهدوء و السكينة..حتى أخال نفسي نسمة مختالة في الأثير المنطرق المنبسط بلا حدود
فهل تحس ذلك مثلي ام اني وحدي المتجلي في اللون؟

إدمان


في أحايين كثيرة أقرر هجر الإبداع و الانضمام للعادي، غير أنيّ سرعان ما أختنق و تنتابني نوبات الاكتئاب و الفراغ القاتل، فأشرع في الذوبان
و كالمدمن أقفز مهرولا، أكسر بانفعال كل الأبواب المغلقة و النوافذ المسيجة و أقفز بحماس أسطوري هاربا حيث جزري المتجددة بالانعتاق و الكتابة المبدعة، حيث أستنشق فعلا شذى الحياة و المتعة

8/19/2006

خربشات درويش



1
ماذا ستكتب الرّيح
حينما يسكب أنين الصبايا
قي هشيم تاريخنا المعلب بالخيانة ؟
كيف تهرب أحلامهن
عبر المجاري المكسورة ،
وتهجر في أمعاء الجرذان المحجورة ؟
2
إننا مسكنون بالفراغ
أعيننا تدمع السواد الحامض
و هياكلنا الفارغة
ابتلعت ضلالها القصيرة
لم يبقى لأمسنا إلا الرثاء
وليومنا عد البراغيث الوليدة...
3
يقال أن يومنا حامل
وأن المولود مجد
كل الطبول تبني له مهد
وفي الفجر
نعق غراب
من كل محراب
أن الطبيب أخطأ في التشخيص
و أن الحمل مجرد انتفاخ
و تراكم مستمر
للهم و الجراح...
4
قلبي قنديل بائس
على رف مكسور
بجوار زجاج مهشم منثور
في أسفل حائط قديم محفور
وأنا بمقربة منه
تمثال مرمري معقوف
ألملم بقايا وجهي

يا حجري



حّر ورب الكعبة أنت يا حجري
حّر نابت من قهري و أوجاعي
طر لا تتردد
تحرر كالرايات من مقلاعي
أضرب بلهبك الغربان
كسر أجنحتها الزجاجية
وانفجر قنبلة ذرية
أردم القمامة البشرية
و اكشف للنيام حقيقة هامتها الخرافية
قل لهم أني لم أعد أسطورة تحكى للعميان
قل لهم أنّي في وضح النهار
أحرقت بيت العنكبوت بلا خوف أمام العيان
طر يا حجري
طر وأضرب بلا هوادة كالأعاصير
اليد المدرعة
أعلنها صيحة خالدة
أني لن ألين و لن أهادن
حتى تنسف يا حجري عجلهم الأخيـــــر

8/17/2006

نتيجة العدوان

8/11/2006

مصيرالجيش الذي لا يقهر

أسطورة ميركافا4

جيوشنا العربية في مهمة مستحيلة

8/06/2006

بدون تعليق مرة أخرى


8/03/2006

بدون تعليق



7/29/2006

حملة مساندة


هل تستغربون حين تشاهدون مثل تلك الصورالمعروضة في وسائل الاعلام عن بشاعة ما يخلفه القصف الهمجي الاسرائيلي الأمريكي ل كل ما هو متحرك و ثابت في بلدنا الحبيب لبنان؟
هل تشكون في أن كل تلك المشاهد المرعبة من صنع أمريكا و اسرائيل؟
إذ كنت تشك في ذلك فأعلم أنك لم تقرأ التاريخ، و لم تكتشف بعد حقيقة حضارة الغرب
ما تشاهده الآن لا يصل في بشاعته ما لم تستطع الكميرات حفظه من مجازر ارتكبوها في حق سكان الشام أيام الحروب الصليبية و لا ماحققوه من بشاعة الاجرام حين أبادوا الهنود الحمر و السود و الأسياويين ، و ما هيروشيما و لا مجازر 8 ماي 1945 بالجزائر و صيغون ببعيدة
هذه طبيعتهم فلا تندهش و لا تستغرب.. و الأنفع أن تحمل الملف التالي مجازر آل صهيون و ترسله إلى كل الجهات الدولية بالبريد الالكتروني و خاصة إلى الحكومات العربية و قل لهم أن هذا مصير أبنائكم في القريب الآتي حتى و إن لبستم كل أثواب الذل المعروضة عليكم..هذه ضريبة العزة و الكرامة و مخلفات التفكير في البناء و ترك الحصول على ما يحفظه من الانهيار في ثواني
.. فمتى كان السلم الخيار الوحيد للحفاظ على ما نبنيه من حضارة؟

7/20/2006

النصر آت للبنان


لن أكثر من الكلام فقد قيل الكثير في هجاء عملية الوعد الصادق، لكنني ساذكر الحاكم المصري بما كانت تقوم به الجبهة المصرية أيام حرب الاستنزاف .هل كانت تشاور الحكام العرب حينما كانت تقوم بعملياتاها لتحرير أرضها سيناء.. هل شاورت الحكام العرب حين قامت بهجوم أكتوبر العظيم .. أم التزمت السرية؟ هل شاور المجاهدون البواسل الأنظمة العربية حين زلزلوا الثكنات الفرنسية المستعمرة في جبال الجزائر؟ أنا لا أسأل آل سعود لأنهم بكل بساطة لم يذوقوا يوما -وهذا من فضل الله عليهم- ذل الاحتلال و إلا كان لهم رأي آخر..و أقول لكل من يشك و يجزم بنصر اسرائيل أن يجدد ايمانه لأنه بذلك قد كذب وعد الله بنصر المجاهد و لو كانوا قلة .. و أبشرهم بنصر لبنان و لا أقول حزب الله - و ليعودوا لتصريحات الرئيس اميل لحود و الشارع اللبناني- فقد بدأت معالمه في الأفق تبين و ما تصريحات الصحافة و الخبراء العسكريين الاسرائليين الأخيرة خير برهانا .أما عن تدمير و ضرب البنية التحتية اللبنانية فكان مخططا له مسبقا و تم بمراحل أولها إغتيال القائد الرجل الريس رفيق الحريري و طرد الجيش السوري وكان لابد في الشروع في المرحلة الثانية البادئة باصدار القرار الأممي الخاص بتجريد القوة الوحيدة الضاربة و القادرة على حماية لبنان قوة حزب الله لتليها مرحة تنفيذ القرار بالقوة الاسرائلية تحت أي ذريعة و بعدها انشاء المنطقة العازلة منزوعة السلاح تحت مراقبة الأمم المتحدة و تحت سيطرة و تسيير إسرائيلي إلى جانب احكام السيطرة على مقاليد الحكم في لبنان بإنشاء سلطة عميلة كما هو الشأن في العراق و بتالي تكون اسرائيل قد أمنت جبهتها الشمالية لتنفرد بالجبهة الجنوبية ..و لنفرض أن حزب الله لم يقدم الذريعة المنتظرة و قررت اسرائيل مهاجمة لبنان بحجة ايوائها قادة فلسطنيين يمولون حركة حماس بالسلاح و المال فماذا سيكون رد القادة العرب؟ أعتقد انهم لن يحركوا زنادا و سيكتفون باصدار بيانات التنديد و يصبون جل غضبهم على حكومة حماس..فهم يحسنون رص الأعذار ما دام السلام خيار استراتيجي لا يمكن الحياد عنه مهما كانت الأسباب..و مهما يكن فالنصر للبنان ، و ستخرج المقاومة من هاته المعركة رافعة الرأس و أكثر عزما على مواصلة طريق التحرير أحب من أحب و كره من كره.. و لن يخلف الله وعده..

وجهة نظر



منذ أن أعلن العدو الصهيوني أن سوريا لم تعد هدفا و أنا أتساءل هل صدقت القيادة السورية هاته التصريحات فاطمأنت، أم حملت التهديدات محمل الجد و رفعت مستوى الجهوزية في قواتها المقاتلة إلى الأقصى استعدادا لأي طارئ. فهذا العدو لا يؤتمن جانبه، و سيأتي يوم يفاجئ دمشق بما اعتقدت أنه بعيد الحدوث.
لذا وجب على القيادة العسكرية و المدنية للشقيقة سوريا أن تدرس المعركة الحالية من كل جوانبها و تدون العبر و تستخلص الدروس و تبني عليها إستراتيجية مواجهة قادمة لا محالة.
فالمعركة الجارية على جبهة لبنان كشفت للعيان مركز قوة العدو الصهيوني و نقاط ضعفه. فسلاح الجو و القذائف الصاروخية بعيدة المدى للعدو هي الفاعلة في حروبه السابقة و الحالية و الآتية، و هي صانعة انتصاراته. لذا أعتقد أن من واجب القيادة العسكرية التركيز على تطوير دفاعاتها الجوية من حيث اقتناء طائرات متطورة قادرة على الالتحام جوا، بالإضافة إلى تدعيم ترسانته بصواريخ اعتراضية حديثة كافية، و تطوير منظومتها لإنذار المبكر. فالدفاع الجوي أضحى من أولى الأولويات يسبق حتى الخبز.
هذا إلى جانب دعم الخط الهجومي بصواريخ بعيدة المدى قادرة على أحداث دمار في البنية التحتية للعدو ، مع التركيز على الجانب الروحي للجندي السوري بشحنه بقوة الإيمان الأساسية في كل انتصارات الأمة . و هذا الجانب هو مركز قوة أفراد المقاومة الإسلامية التي أثبتت فاعليتها في الميدان .
فبعد الآن لا يمكن الاستمرار في اعتبار العامل الديني خطرا على استقرار النظام القائم .هذه الفكرة التي سعى الفكر الصهيوني و الصليبي لغرسها في عقول حكامنا حتى عاد الإسلام عدوها الأول بدل أن يكون عمود قيامها المركزي.
أما عن الجانب السياسي ، فكل الخبراء العرب و المحللين السياسيين يجمعون على ضرورة الإسراع في الإصلاح و المصالحة، و بإقحام المعارضة الفاعلة النزيهة في صنع القرار ، و فتح المجال للحرية السياسية و الفردية على أساس التوحد ضد العدوان القادم. فلا تترك الفرج لتسريب الخطط التخريبية للعدو كما حدث في العراق . فقد آن الأوان لإنشاء حكومة وحدة ، حكومة مواجهة تجمع كل التيارات الفاعلة في الشارع سوري . فبلدنا هذا و بكل شرائحه لم يعد هناك أدنى شك في أنها مقبلة على معركة حاسمة في تاريخها، حتى وإن قدمت لأعدائها الخارجيين كل التنازلات الممكنة و الغير ممكنة. فالعدو الصهيوني ، و بتزكية من الصليبية الحاقدة انطلق في تنفيذ مشروعه لرسم حدود إسرائيل النهائية و إقامة الدولة العبيرية واضحة المعالم ، و لن تتراجع عن ذلك مادام الوضع العربي و الإسلامي المستسلم موات .
لست خبيرا عسكريا و لا محللا سياسيا ، إنما مجرد مواطن مسلم عربي اهتاج دماغه و جاشت عواطفه فاعتصرت قلبه و شحنت قلمه فدون صرخته لتضاف للصرخات الحرة الأبية المتفجرة بالتتالي عبر الشبكة لعل و عسى، لعلى و عسى.

7/18/2006

قلق و ترقب


لقد فرضت علينا الحرب الصهيونية على بلدنا لبنان أن نعيش أيام قلق و ترقب. قلق من ارتفاع عدد الشهداء و الخراب في البنية التحتية الضعيفة أصلا ،و ترقب لما يزف إلينا من عمليات نوعية للمقاومة اللبنانية الباسلة
و لأكون صريحا أن الترقب يطغى على شعوري لكوني أدرك أن العدو الصهيوني لن تكف آلته الإجرامية في الإفساد و الخراب فهو كالكلب المكلوب لا هدف لعضاته ، خاصة بعد الضوء الأخضر المنار له من الصليبية الحاقدة
فالخسائر في صفوفنا اعتدنا عليها منذ زمن و أضحت قوافل الشهداء و البيوت المدمرة من اليوميات بعد أن اختار قادتنا المترفين السلم أو باللفظ الصحيح الاستسلام خيارا استراتجيا
أما خسائر العدو الصهيوني فهذا ما لم نكن نتوقعه رغم قلتها إلا أنها الحدث المبشر بالخير و البرهان الأكيد على التحول الجذري في طبيعة المعركة و توازن القوة و الرعب.
لقد حققت المقاومة اللبنانية أهدافا إستراتجية بعملياتها النوعية القليلة ، فأكدت للمنكرين هلامية هذا الكيان و قابلية هزمه في المعركة الفاصلة القادمة لا محالة، و سطرت للأجيال الناشئة الطريق الصحيح للعزة و الكرامة، و أزالت بالوقائع زيف نظرية السلم خيار استراتيجي، و وهم الشرعية الدولية و الأمم المتحدة ، و سراب الجامعة العربية، و وحدة الأنظمة المجتمعة في مطاعمها
إننا نعيش حالة ترقب حقيقية و كلنا شوق لسماع ما يحرر زغاريدنا و يثلج قلوبنا و يجعلنا نهتف بأعلى ما أوتينا من صوت الله الله يا حزب الله

7/17/2006

حكام عرب هذا الزمان


لا أعتقد أن زمنا عربا شهد مثل زماننا هذا كذا صنف من الحكام. حكام لا هم لهم غير الحفاظ على أبهة الجلوس على عرش الحكم و التمتع بطيباته اللامتناهية، أدمغتهم تشتغل ليل نهار على رسم الخطط الفعالة لقهر شعوبهم و ضمان المكوث أطول مدّة في الهرم و توفير وسائل المتعة لهم و لأبنائم و حاشيتهم ، وما عاد ذاك لا يستحق عناء التفكير فيه
هم يعلمون جيدا أن خطبهم الواهمية لم تعد تفعل فعلها في تنويم شعوبهم و لا في رفع سمعتهم، فقد دفنت بركام الذل و الخنوع المتواري خلف مسميات العقلانية و البراغماتية و ضبط النفس و التمسك بالشرعية الدولية الوهمية. و السبب الحقيقي ينحصر في الحفاظ على مكتسبات الجلوس على عرش الحكم و الحفاظ على المدخرات المكدسة في البنوك السويسرية و الأمريكية، و بعد كل ذلك فاليأكلالطوفان كل العرب- ما عاد هم بطبيعة الحال- و لتلتهم نار اسرائيل ما طاب لها منهم و من أراضيهم مادامت تزكي بقاءهم في السلطة الفاعلة و تحافظ على مدخراتهم
لكن، سنّة الله شاءت أن لا دوام لحال، و أن بعد كل عسر لابد من يسر، لا بد من يسر. لذا فليلبسوا من سرابيل الخنوع ما شاؤوا ، و ليتمتعوا بما لذّ و طاب، فليأتين الله برجال شداد ، أعزة على الكافرين رحماء بالرعية، يرفعون زؤوسنا و يصنعون مجدا جديدا لأمتنا. فلا يأس بعد وعد الله الحق، و التاريخ خير دليل و المستقبل برهان دامغ بحول الله

7/13/2006

إعتذار


منذ أن أحتلت أرضنا المقدسة في فلسطين و نحن نصدر بيانات التنديد و المساندة و ندون قصائد الرثاء و الحسرة و البطولة و نسطر مقلات غضب على الصمت القاتل المصاحب للمجازر المتلاحقة ،ولم و لن نكف عن الكتابة حتى و ان كان اقتناعنا بعدم فاعليتها في تغيير الوضع ازدادت رسوخا . لكننا سنواصل البوح بحرقتنا و تضمرنا و غضبنا حيال العجز القاتل، و لكون الأمل في يوم مشرق قريب و ربما أقرب مما نظن آت لامحالة، فوعد الله حق و رايات النصر لابد سترتفع فوق مدائن القدس..اننا نكتب ليعلم اخواننا المرابطون هناك أننا لم ننساهم و أننا نتألم بتألمهم و نحزن بحزنهم و نفرح بفرحهم و نقاتل إلى جانبهم في أحلامنا و بأقلامنا على الورق، ساحة معاركنا الوحيدة. و كم نود أن نكون معهم أو مكانمهم ، لأننا في سرائرنا نحسدهم على العزة و الشجاعة و الصبر و الايمان المتدفقين من مسامهم.. فالطفل هناك بألف رجل هنا..انني أقر بعجزي عن ايجاد الكلام الحامل لدلالات معاناتي حتى أصبح الصمت المدمى يحاصرني يضغطني و يحيلني إلى أبكم مشلول يهز رأسه موافقا كلما زلزل الصحفي عبد الباري عطوان*http://www.bariatwan.com/*
الفضائيات بتصريحاته الغاضبة..فمعذرة أحبتي المحاصرين في غزة و القطاع معذرة لم يبق لي غير الدعاء

6/29/2006

اعتراف



إني أكتب و أسعى جاهدا لنشر ما أبدعه لا لشيء غير مشاركة الآخر رؤيتي للعالم ، لأن أترك أثرا يدل على عبوري في هذا العالم المذهل، لأن أحقق و لو جزءا ضئيلا من نعمة الاستخلاف في الأرض، و الأهم لتحقيق غاية الحمد لله على نعمة العقل و العلم و الموهبة النابتة فيّ

الانتظار


شيء ما يحدث في ذماعي هذا، شيء ما يضع جواجز مزيفة في منعرجاته، مغتالا كل فكرة أو اشارة خاطر تبغي الانعتاق و السفر
شيء ما يزرع كتل الضباب الداكنة و أجذب بسحره حقول اللغة و أغراها بالخنوع رهينة للاحتباس
غريب حالك يا ملهمي، غريب
هل يعقل ان تركن إلى حجرك تعاقر الخمول وقد أثقلك سباتك و طوق أطرافك في زمن تتطاير فيه المواضيع و الأفكار الجديدة؟
هل يعقل هذا؟
ما سرّ عجزك يا رجل؟
ماذا تنتظر لتكسر عزلتك، و تركب قطارك السريع؟
الزمن يا ملهمي قدامنا، إنه يسبقنا، فهل نتركه يمضي و نجثوا نلعق عياْنا؟
لابد من مدافعة المحبطات، لا بد من المقاومة بجلد، لابد من شرب رغبة الفوز و احتساء إرادة النصر لنترك وشمنا على وجه التاريخ، و نحفظ نقوشنا في كهف الانسانية الأبدي
فما أتعسنا يا ملهمي إن مضينا كالريح و لم نأتي بالغيث المنتظر
ما أتعسنا حين نسكن جوف التراب بلا نبع يروي أغصان الزيتون فوقنا
ما أتعسنا
شيء ما يتحرك، أمر ما يحدث، ربما بطيئا، ربما بعيدا، لكن الأكيد أن الرحم يتخض و أنت يا ملهمي مع البدء تستيقظ، و إلى أن تنهظ أجدني واقفا مع الانتظار أعد أمواجي القادمة من السفر
مغنية 05 اكتوبر 1999

6/09/2006

أزمة ذاكرة


كثيرا ما تتراكم الأفكار في ذهني لكنني حينما أهم بتدوينها أجد صعوبة كبيرة و كأني فقدت اللغة و القدرة على صياغة التراكيب. بل تتهرب مني المفردات فأحتار في أمرها و في أمري.. حتى أني لأنكر استحقاقي المستوى الدراسي المدون في شهادتي و أكذب البطاقات المتراصة في أرشيف الكتب الكثيرة المقرؤة
أحقا أنا من طالع بامعان كل تلك الكتب؟
أين اختفت القصائد الرائعة المحفوظة عن ظهر قلب؟
لما لم أعد أذكر إلا بيتين؟
ثم ما السرّ في ارتكابي لأخطاء املائية و نحوية باستمرار على الرغم من كوني اكتشفها بمفردي بعد المراجعة؟
أجل لقد مضت على تخرجي ثلاث عشرة سنة كاملة اشتغلت خلالها في ميادين لا تمس باختصاصي في شيء لينته بي المسير في مكتب إداري لا يحتاج لمستوى علمي عال لتسييره لكنها المعيشة تحتم عليك ما لا ترتضيه
أعلم أن لذاكرتي المريضة نصيب كبير في مشكلتي، فقد عانيت من ضعفها منذ الصغر.. فكثيرا ما نلت حظي من العقوبة الجسدية أيام الدراسة الأولى مع أني كنت أبدل كل جهدي في الحفظ لكن لمجرد مرور يوم أو يومين على المذاكرة أجدني نسيت أغلب القصيدة أو النص
و اليوم تطور الحال لنسيان أسماء الأشخاص و أرقام الهاتف و الكثير من السور القرآنية، حتى بت أفكر في زيارة اختصاصي في الأمراض العصبية و البحث عن أنجح الطرق لتقوية الذاكرة
إنها أزمة ومعاناة تمزقك كلما فقدت القدرة على استظهار الكثير من قواعد لغتك و مرادفات و معاني بعض ألفاظها و أشهر قصائد شعرائها و أسماء مشاهير كتابها
إنها المعاناة الدامية حينما تجد ألبومك الشخصي فارغ من أجمل لحظات طفولتك و كأنك لم تعشها. و كم ترجفني الغيرة و تهزني هزا لم أسمع رفاقي و هم يحكون ذكرياتهم باسهاب ممل. لأتساْل عن سرّ قوة التذكر لذيهم
كم من مرة راجعت قواعد لغتي الحبيبة، و كم من مرة أعدت حفظ ما أعشقه من قصائد، لكن وا أسفاه تتكرر الدائرة و كأن في ذماغي ثقب أسود يبتلع كل ما أحفظه

مأساة متكررة


ما أصعب امضاء الوقت في عمل أرغمتك على مزاولته ضروريات المعيشة.. عمل بعيد كل البعد عن تخصصك و ما أمضيت في تحصيله طيلة سبع عشرة سنة، اللهم إلا الكتابة و القراءة
هي مأساة تجعلك تجعلك تحسب الساعات الثماني الماضية في رحابه بالثواني و تتأسف لضياع كل هذا الوقت هباءا دون استثمار لجهدك الفكري و الابداعي
في بعض الأحيان تسرق أ وقاتا فارغة لتصفح كتاب جديد أو مقالة نقدية في الجريدة اليومية أو لتدوين خواطر عابرة أرهقها الحبس الطويل
و كطفل خارج من الصف، تقفز فرحا لانتهاء الدوام و التحاقك بمكتبك البسيط تبادل الحديث مع أوراقك المبعثرة و أحالمك المدونة على شاشة حاسوبك و كذا مناقشة هموم الابداع في المنتديات الأدبية
و كالغريب في مدائن الموتى تمضي وحيدا تتقاذفك الغمزات و السخريات.. البعض ينعتك بالمتخلف لكونك مازلت تؤمن بجدوى الأدب في آخر الأزمان، زمن العلم و المادة، زمن الكتاب فيه يأكله الغبار فوق رفوف سكنتها العناكب، زمن مغني الكبرهات يزن بشهرته كل الكتاب مجتمعين، زمن يحاصر فيه عبقري القلم العوز من كل جانب، و ينعم فيه دعاة الأرداف المرتجفة بدعوى الإرتقاء بالفن إلى مصاف العالمية
فلمن تكتب يا مسكين؟
و كعادتي أمضي مبتسما و دماغي يغلي بمشاريع قصص جديدة أنتظر بشوق رهيب يوم ولادتها المباركة

5/20/2006

محاولات صبية



كثيرا ما أدهشتني تصريحات بعض الكتاب المتضمنة اعترافا بمحو أثار محاولاتهم الأدبية الأولى بسبب كونها مجرد خربشات صبية ومسودات لا أهمية لها.
وكم وددت أن اسمع ردهم عن بعض الاستفهامات كثيرا ما تتردد في خاطري.
فهل فكروا قبل اقدامهم على هذا الفعل سؤال ذاك الشاب الطموح أو الصبي الحالم الذي كنتموه رأيه فيما سهر الليالي الطوال لكتابته قبل أن تقبلوا على ارتكاب المجزرة؟
هل سألتم ذاك الباحث الموثق موقفه من المخطوطات المؤرخة للعملية الإبداعية و تطورها؟
هل طلبتم إذن القارئ الشغوف بإنتاجكم المتطلع لمعرفة كل ما يخصكم؟
أليس مثل هذا الإجراء محاولة لطمس حقيقة البداية التي لا يختلف اثنان في أهميتها في رسم المسار التطوري للعملية الإبداعية و إثبات أن التجريب الدائم و القراءة المستمرة و البحث الحثيث إلى جانب الموهبة طبعا يساهمون في رقي الكتابة و الحس الجمالي و النقدي.
فالكاتب الناجح لم يخلق في لحظة مدهشة و إنما من مسيرة طويلة في شعاب ملتوية كثيرة المنحدرات و العثرات
..

5/17/2006

طلاء تجريدي


أقيم معرض في مدينتي للوحات الزيتية جمع أعمال فنانين محليين. و كعادتي هرولت للتمتع بالخطوط و الألوان و الأحاسيس المتناثرة على جدران الأورقة
و كعادتي كلما مررت بلوحة حاولت استنطاقها بكل الأسئلة المتراسة في خاطري، فلا أبرحها ترتاح حتى تجيب على أكثرها على الرغم من أن بعض اللوحات المعروضة سبق و أن ردت باسراف فيما سبق
وبينما انا في تأملي أبادل الحوار مع لوحة زيتية تجريدية وقف بجانبي كهل يحاول بدوره فك اللغز أمامه ، موزعا ناظريه بين اللوحة وبيني
فالتفتت اليه مستجيبا لنداء الفضول. كان كهلا بسيطا في منظره ببذلة قديمة و نظارة سميكة و ذقن و سجارة منتصفة
:ابتسم في وجهي و سألني مغرزا ناظريه في عمق اللوحة
الألوان جميلة و متناسقة-
:فأشرت موافقا.. فأردف
في رأيك ما ثمن هذه الصورة-
:فقلت
لا أدري، صاحبها هناك و يمكنك مساومته إن أردت شراءها-
:فنظر إليه قائلا
لا أريد شراءها إنما أريد معرفة الثمن فقط-
:فقلت مستفسرا
ولما-
:فقال مبتسما
لأعرف إن كان هذا النوع من الصور يباع بأثمان مرتفعة فأصنع مثلها ما دمت مختصا في اللون وأتجار بها
:حك ذقنه وسحب جرعة دخان ساخن وأردف
أضن أنها لا تستلزم رأس مال كبير-
:فقلت وقد امتزجت في صوتي أجراس الحسرة والسخرية
لا يكفيك شراء قماش أبيض و حقيبة ألوان وفرشات وأن شئت حامل لوحات لتصبح فنانا تباع لوحاتك في المزاد العلني في باريس
:فقال هازا رأسه باندهاش
حقا لم أكن أعلم أن مثل هذا الخلط للألوان يباع في مزاد علني-
:فقلت
وبأثمان لا تعقل و بالدولار يا أخ-
سبحان الله-
جرب إذن وبما أنك طلاء محترف فمثل هذا المزج للألوان أمر سهل بنسبة لك.. جرب وسترى
:فقال وقد انشمرت شفتاه الصغيرتان عن نشوة اعتزاز غريبة
بل قادر على صنع أفضل منها-
وبما ستزوق لوحاتك بالألوان الزيتية أم بطلاء الجدران-
طبعا بألوان الطلاء فأنا لا أحسن استعمال غيره-
:فرتبت على كتفه وقلت مبتسما بحسرة
حضا موفقا ، ولا تنسى عرض لوحاتك حتى نتمتع بألوانها البهية ، و لما لا شراءها
فأومأ موافعا وقد حبست أنفاسه كحة مباغتة
تركته يسترجع أنفاسه وأنا أحاول إيجاد تبريرات لمثل هذا التفكير و مقنعا نفسي بصراحته و ابعاد كل احتمالات إدراج تصريحاته في خانة السخرية

4/29/2006

ورقة من يوميات بحـــــــــــــار


الساعة السادسة صباحا..
أخيرا تهلل الجو و تجمل بشمسه و حلته المشرقة بعد ثلاث ليل حسوما..
أخيرا أجدني بعيدا عن السارية ، مستلقيا في استرخاء في أرجوحتي الورقية ، أمتع الخاطر باغفأة قصيرة ..
أشرعتي تحتضن الريح الشرقية، تلاعب الآتي بأناملها الطرية.. الموج حلزونات تسرح في البرية..
لا أدري لماذا استهوتني الكتابة المبدعة منذ البداية الأولى؟ لم علمتني السفر الغير مبرمج في بحار لم أمخرها بعد؟
الأكيد أنها حببت لي المغامرة المرغوبة و اكتشاف اللامحدود في محاولة مستمرة لرسم خريطة جديدة الإنسان ، للكون، للحقيقة الأزلية..
قد تطول بي المغامرة ، و يطول معها الانتظار إلا أنني متأكد أني في النهاية سأضيف خطا جديدا..
الكتابة الخلاقة لذة الوعي و الشعور لحظة ولادة مدهشة لقراءة مفتوحة للحضور الممتد في الزمان و المكان.
إنها أنس هارب من وحشة الجسد الموحل إلى زرقة الروح ، إلى رحابة الحلم المورق و الأمل المتورد.
فمن الغباء إذن أن أستفسر بعد هذا المسير عن جدوى الكتابة المغامرة، أو أشكك في معتنقيها .
و من الحمق أيضا أن أحاول تخيل تبعات شطبها ، لأن هذا يعني ببساطة شطب العقل ، البصيرة لصفة الإنسانية. إنها ترسيخ مدعم أبله للجهل ، للحيوانية ، مسخ كافر للمعجزة الكبرى للخالق تبارك و تعالى..
لم أتعب من التجديف ، من مقاومة العوامل ، عزيمتي لم تثبط بعد، مازلت راغبا في الرحلة العمر..
سأصل قريبا إلى الجزيرة الثانية، سأستمع لبوحها الأسطوري، و أنعم بلغتنا الغاوية. نصوصها ستتعرى أمامي بلا حياء، ستكشف لي سرّها الفاتن طواعية. إنها تعشق البطولة.
وإلى ذاك الحين تهدهدني أرجوحتي الورقية ، و أغمض جفني للرؤى الأفقية



4/08/2006

تساؤلات



إنني أكتب و لا أدري إن كانت كتاباتي قبلة للقراءة الواعية و للرؤية الناقدة أو حتى الخاطفة
لا أدري أين تتموضع في هذا الكم الهائل من الصفحات المنشورة. هل في محيط الواب الكبير تمكنت أفكاري من بلوغ وجهتها المنشودة؟ أم مازالت مجهولة يلفها ذاك الركن المنسي!
في أحايين كثيرة يلفني صوتي بتصريحاته المحبطة، فمن يقرأ لك يا مسكين و من يسمع عن ما تكتب إن كان مشاهير الكتاب العرب تعاني كتبهم الكساد. فالكتابة في هذا الزمن فقدت وهجها ، و أضحت متعة للميسورين المثقفين، لحفنة من الحالمين أمثالي
فمؤشر المقروئية في بلدي يشير إلى أدنى مستوياته إذ استثنينا الكتاب الديني و الكتاب المدرسي، و لا أدل على ذلك تحويل الكثير من المكتبات إلى محلات للأكل الخفيف. البعض يرجع هذا الركود لضعف القدرة الشرائية و استفحال الفقر، و ارتفاع ثمن الكتاب نظرا لرفع الدولة الدعم عنه. و آخرون يرجعونه لكون تطوير ثقافة القراءة لا تندرج في اهتمامات حكامنا و مسؤولي القطاع ،وأن الثقافة في بلدي مرادفة للطبل و المزمار و الأرداف المتمايلة و ما عداه كلام فارغ. و الأسوأ أن هذه النظرة شاعت بين العامة خاصة بعد ما لاحظوه من التهميش المسلط على المثقف و الباحث و العالم حتى أضحت هاته الصفات ملازمة للعيش فقيرا. فما الفائدة من تضيع العمر و الجهد و المال لحصول أبنائنا على شهادات عليا ليكون مصيرهم في الختام البطالة و الإحباط، إذ استثنينا طبعا التخصصات الطبية.إنني أكتب و سأضل أكتب لأن في فعل الكتابة إثباتا لكينونتي و لإيماني المطلق أنه في مكان ما في زمن آت سأقرأ و بتالي سيكون لوجودي فوق هاته الأرض فائدة و لو قليلة،و ربما سأشهد زحاما و سلا سل بشرية متراصة أمام دار نشر لا لسبب غير اقتناء رواية لي

3/31/2006

تموجات

تتماوج
خواطري على بساط الملل
تتدحرج
كفقاعة صبون فوق الرمل
دون أن تنفجر
أو تنتحر
على لفافة
و فنجان قهوة سوداء مرة
تستعر
تتبخر
ثم تندثر


إلى الشاعر الكبير أحمد مطر الذي ألهمتني قصائده و جعلتني أقهقه ألما حتى البكاء

وصية صهيون

إني أرى للإسلام صحوة
وإني أقول
لا تتركوه ، فتركه هفوة
جرحه القديم يشفى
لا تدعوه يعافى
مجدنا الممتد في الآتي
مهدد إن لم تسرعوا بالعاتي
إن لم تثبوا من الآن
وتخلعوا رجليه
وتنزعوا سيفيه
وتقتلوا فرسيه
زلزل عرشنا من بعيد
ولن يكون لنا بعد اليوم عيد
ولن نرقص في مآتمه بعدئذ
..لا تتركوه
أنا لكم ناصح
تعرفونني صهيونيا ذو عقل راجح
اليوم خير من غد
لا خاب من احتاط وعد
آل صهيون أين الغيرة
لم أنتم في حيرة؟
الأمر بسيط
بقرار وأمر
يحاصر و يغل
لا تذهلكم الكثرة
جراد مازال في حفرة
لا يدهشكم الصياح
زبد سرعان ما ينزاح
المجد لنا
المال لنا
القوة لنا
فإن وثب وعلا
ضاع كل مالنا
هكذا ببساطة
قرأ صهيون
من أعلى المنابر وصيته الأخيرة
لم تنشرها جريدة
و لم تبثها قناة
ولا إذاعة
كل ما في الأمر
أنها سجلت
في مشاريع العام الجديد
..مع بدء التنفيذ


لم أعد أذكر متى عزفت أوتاري هاته الأوجاع، و لا متى رقصت في مآتمها خواطري، لكن الأكيد أني كلما ترنمت كآبة بصداها اعتقدت أني الآن أنشدها و أن المشروع لا يزال قيد التنفيذ


3/28/2006

وتريات عاشق


وتريات عاشق

آه ،سيدتي..
من خلف دمعات الشجن المسجون في مقلتي، من تحت سقف الجرح الممتد في يومياتي، انحني ألملم أوراقي لأكتب آخر أنفاسي المتبقية.
آه، سيدتي..
كم من المسافات علي أن أجتاز كي أصل سالما إلى عينيك؟ كم من الصحاري القاحلة علي أن أعبر كي أرتوي أخيرا بابتسامات شفتيك؟ كم من الليالي المشحونات بالأرق علي أن أعد حتى أكتحل برؤية زوارق وجهك القمري تمر مزهوة في أجوائي المظلمة؟
ألم يحن الوقت الآتي لأعد على أصابعي دقات قلبك و هي تنشد لحن هواك؟ ألم يئن لأنفاسي المهترئة أن تتمدد و تطوق بأنس شذاك؟ آه، سيدتي..
قد لا أراك و ربما لن أراك ! ظلك الهارب من أحلامي يخبرني أن الرؤية لم تلامس بعد سرّ خطاك القزحية. وأن الرّمل لم ينحث لأقدامك أثارا مرئية..
أجل سيدتي،
رقصتك الغجرية مازالت تهدهد لحن أذناي و توقظ أيقوناتي الشبحية. مازالت تدندن مع عرائس الموج أنك لست وهما و لا قصة خرافية و لا حلم يقظة معلق في نخلة قديمة أسطورية..
وأنا سيدتي ، أعلم يقينا أني لا أهذي و إن خطوا على ظهري مجنون ، وعلى جبهتي حفروا وشما ملعون. وأن الرؤية لابد يوما ستكتمل. ووقتها فقط سيدتي سأرحل إلى عينيك بلا حزام أمان أو جواز سفر مزور

- بائعة الشجن


قالوا عني منذ القدم
أني مسكون
بظل وهم ملعون
يطاردني في رؤاي
في غفوتي وموتي.
يحبسني في وشم محفور
بمعول حفار قبور
قالوا مسكين
بائعة الشجن
مرّت حولي
في ظهيرة
دون أن أدري
نفثت في خطوي
رقصة بابلية
وطلاسم فرعونية
وشيئا من ماء البنفسج
واختفت كالآتي
دون أن أدري
أو أحكي لعرائس الوادي
أني غصن زيتون
مبتور
مفتون

على حافة الوهم
أنحث بلا إعياء
أو حياء
ظلا لوجهها
و
وجهي القديم

3/18/2006

حلم يقظة




حلم يقظة

عندما نبني في خيالنا لأنفسنا عالما مليئا بالمسرات نحقق بذلك للروح انعتا قها المـنشود و توقها الأزلي لشساعة الجنة الغالية الأم
إن كل حلم لا يغدو أن يكون بصيص نور يطل علينا من فوهة هذا العالم الرديء، السعيد فيه تعيس
قد نعيش ألف عام في نعيم و سعادة، و لكن إذ ما عشنا لحظة حزن واحدة تراء لنا العمر بائسا عامرا بالسوداوية
إن هذا العالم المرئي لا يسع رحابة الروح مهم اتسع و تجمل لسبب واحد أن ذاكرة الروح الكامنة تحن باستمرار للنبع الأول
إن مخزونها من ذكريات المكان و الزمان الأوليين ، يشعرانها بالنقص الدائم و الملل المتكرر و الغاية المستحيلة في محيط هذا العالم ، الدنيا


في المنعرج الأخير

خلف قسمات حزني المزمن
جلست أنتظر فرحي الآتي
كل النسائم المهاجرة عبرت من هنا
كل الدموع المنفية دفنت هاهنا
و هاهنا جلست القرفصاء أنتظر فرحتي القادمة
لا يهم كم من تاريخ سجلت على الصخر
لا يهم كم من حلم حلق فوقي ولم يرني
كل ما استوقفني أني أخيرا لمحت النور
من بعيد
من ذاك البعيد
الأقرب من البعيد
لهذا أنا واقف لا أبكي
لملمت كل آلامي وشددتها خلف ظهري
وهاأنا أستعد للقاء

3/11/2006

مقدمة


مقدمة
هو الرفض لأن تبقى أعمالي سجينة الأدراج و الغبار، لأن تضل خواطري مسموعة إلا مني ، و لا أشاركها مع غيري. فقد مللت الإنتظار و فقدت الأمل بأن تطبع إبداعاتي على الورق لسبب واحد أني غير قادر على جمع المال الكافي لطبعها و نشرها فالتكلفة باهظة لا يتحمل دخلي البسيط حملها
لذا لجأت إلى فكرة التدوين . فهي أكثر ملاءمة لاحتواء الخواطر اليومية و ثانيا لسهولة إنشائها و مجانيتها و ثالثا لانتشارها الواسع بين رواد الإنترنت كما أن التعبير اصبح في أيامنا هذه رقميا أكثر مما هو ورقي و المعرفة باتت في متناول العالم لا تحتاج لتكلفة باهظة لنقلها تكفي نقرة زر لتصل مباشرة لكل مكان
متمنيا في الأخير أن تلقى هذه الخواطر العابرة الإقبال من قبل القارئ للغة العربية

التيــــــــــه

خمس و ثلاثون سنة و أنا مشتت في التيه، أبحث بلا جدوى عن كينونتي الإبداعية. سافرت لسنوات في رحاب اللون و الخطوط حتى اعتقدت أني بلا شك فنان تشكيلي، لكن سرعان ما تملكني القلق و الرغبة في السفر. فحلقت مع الكلمة لأنجب منها قصصا كثيرة، و مشاريع روايات لم تكتمل. و ما كدت أستقر في هذا الروض الجميل حتى غزاني الحنين للرحيل و ارتعشت نشوانا برحلة جديدة في عوالم جديدة مع متعة الحواسيب و البرمجيات لتمتد إلى بحار الصورة و الفيديو
لا أدري إلى متى يدوم بي هذا التيه، و لا أين سيستقر بي القرار قد يطول أو ربما يقصر، لكن الأهم أن التجارب تتراكم و ربما ستكشف يوما عن كنز دفين

حيرة

حينما تغترب الكتابة و ترتحل من خاطري بلا استئذان أو حتى وداع
حينما يلفها البعد و يبتلعها ثقب أسود غامض
حينما أحار في البحث و لا أهتدي إليها
حينها فقط أعي أني لا أملكها بل هي من تتملكني
فما معنى أن أضل لسنوات عاجزا عن استدراجها وقد أضناني التفكير؟
ما معنى أن يسترخي حبري بعيدا عن البياض المستعصي؟
كم من مرة أنكرت أن يكون للكتابة سلطة تشكيل ذاتها و أن أكون أداة أتحرك برغبتها؟
و كم من أحايين كثيرة تصدمني الدهشة في عز الوعي باعترافات الورق بإعاقتي المزمنة