RSS

12/25/2006

النبضة الثانية

بلقيس


بقلبي طيور ملائكية حلت
تحمل عرش بلقيس

في غصن توت
في ليل يموت

تحمل بلقيس في ثوب عرسها
وتاجها اليقوت

بخيوط فؤادي
نسجت قصرا لها وبيوت
ولمملكتها أرخت
بورق زيتون و ناي صموت

وخلف الستار
بلا انتظار
عزفت أغنيتي
وخلف الستار
كان الانتصار
خلف الستار

تلمسان يوم:1992/11/02

معزوفة الرحيل

بلا صراخ بلا صمت
من خلف المدى
أرقب البعد يغتال وردتي
يناولها السم في التفاحة
يختطفها بلا مغامرة
و لا يترك منها غير ظل
مغروس كراية الهزيمة

بلا صمت بلا صراخ
من خلف ذاتي
أسكب الانتحار لأشواقي
لتزرعني المأساة
تحت أنقاض الآهات الناعقة
ليُركبني الرحيل المسافة
وينفتح بابي على مجاهيل النهاية

بيضاء الثلج
لن تعود ياقلبي
بيضاء الثلج
خلعت قبلتي عن شرفة الفجر
قالت وداعا للدمع المتبرج
فوق أبراج مقلتي المهترئة
تركتك وحيدا في العاصفة
تحفر قبورا للذكرى
بيضاء الثلج
لن تعود يا قلبي
بيضاء الثلج
راحت و تركت الحقيبة

مغنية يوم :1992/11

12/22/2006

نبضات من الماضي1


و أنا أرتب أرشيفي وقع نظري على قصاصات قديمة بدأ ينال منها الغبار و الرطوبة. حملتها وقد انتابني شعور بالحنين الى تلك اللحظة الهاربة مني، الى جلستي منعزلا في غرفتي في الحي الجامعي و انا هائم مع نصي و كأني ملكت كل العالم الجميل
جلست القرفصاء و خفقت اجيل النظر في الحبر و السطور وكم كانت فرحتي عارمة بما عثرت عليه. وهذه نسخة ادونها شكرا لذاك الشاب الذي كنته

هيلانا
لما غابت الشمس، و سجنت الشموع، أرخى الظلام ديجوره على مدينة هيلانا
من مرقدي ، من اعالي جبل حراء رحت أسحب خيوط النور لأعيد للكون أنفاسه الوردية
رحت كالهدهد أنثر أغاني الحب و المجد
رحت أشد أقواسي لأغرس الربيع الأبدي في أنفاس المدينة الهجورة هيلانا
لكن، فجأة، أياد غجرية امتدت نحوي، كبلتني، نعم هيلانا كتبت فوق جبهتي مجنون، حفار قبور، مسدل الأنوار، عدو الحرية، و نست، آه هيلانا أني صانع الأمجاد رسول النور إلى البشرية
طردوني، نفوني، لتصلبني الغربة على أبعادها و ترتسم المعاناة حسناء تعانقني، تمتص السعادة من شراييني، فتحيلني قيثارا بلا نغم، وترا أخرسا كالكفن، ثم تنثرني، فلا ورد يلثمني و لا نسيما أخضرا يتنشقني، سوى ظلام قفر يتلقفني، يستعبدني يسحقني و يسحقني
آه هيلانا حبيبتي
سأعود رغم خيوط الأرملة السوداء
سأعود رغم الدببة القطبية
رغم أنياب دراكولا العاجية
سأعود تحملني فرسي البيضاء المجنحة،
النور بيدي اليمنى و المعول بيدي اليسرى
سأعود لأحفر القبور للجيف و أنفث في القتلى الحياة
سأعود هيلانا لأعيد للكون أنواره الأزلية
سأعود هيلانا ، سأعود

جامعة تلمسان-الحي الحامعي -18/02/1992

تأوهات

كلما تقدم بي العمر أجدني أقل ميلا للكتابة و الإبداع لأسباب لم أعد متأكدا منها. قد تكون المشاكل اليومية المنجرة عن صعوبة الحياة و التفكير الدائم في دخل إضافي أحسن به معيشتي و أتخلص بمعونته من أزمة السكن التي تحاصرني ، و قد تعود كذلك لانغلاق أبواب النشر أمامي لكون نشر كتاب صغير يتطلب مالا معتبرا لم أتمكن بعد من توفيره ، إلى جانب الاحصائيات المنذرة باستمرار هبوط مؤشر المقروئية في وطني خاصة ما تعلق بالأدب. و لعل هذا ما جعل الكثير من المكتبات تغلق أبوابها و بعد مدة ترى أصحابها أعادوا فتحها وقد تحولت إلى مطاعم و محلات للأكل الخفيف

في أحاين كثيرة يعاودني الحنين لذاك الشاب الحالم المثابر على الكتابة و الابداع التشكيلي، الى ذاك الشاب الذي يمضي نهاره في المطالعة و ليله في الكتابة رغم بساطة تجربته. لأسأل بحرقة و قد مضى الطيف الوردي بعيدا هل سيأتي اليوم الذي يعاود فيه الظهور أم أنه أعلن موته بعد أن غلبه الاكتئاب و اليأس؟
إني أحاول جاهدا ألا أنتحر فكريا و لا حتى ابداعيا و أسلم ذاتي للقيم التي طالما حلمت أن أعيشها
فما زلت أتلقى الصفعات، و تصدمني المحبطات لكن الشعلة لم تنطفئ بعد، لازال أوارها مستعرا بأمل كبير في الله و بان تتبدل دنيانا للأحسن