RSS

7/20/2006

وجهة نظر



منذ أن أعلن العدو الصهيوني أن سوريا لم تعد هدفا و أنا أتساءل هل صدقت القيادة السورية هاته التصريحات فاطمأنت، أم حملت التهديدات محمل الجد و رفعت مستوى الجهوزية في قواتها المقاتلة إلى الأقصى استعدادا لأي طارئ. فهذا العدو لا يؤتمن جانبه، و سيأتي يوم يفاجئ دمشق بما اعتقدت أنه بعيد الحدوث.
لذا وجب على القيادة العسكرية و المدنية للشقيقة سوريا أن تدرس المعركة الحالية من كل جوانبها و تدون العبر و تستخلص الدروس و تبني عليها إستراتيجية مواجهة قادمة لا محالة.
فالمعركة الجارية على جبهة لبنان كشفت للعيان مركز قوة العدو الصهيوني و نقاط ضعفه. فسلاح الجو و القذائف الصاروخية بعيدة المدى للعدو هي الفاعلة في حروبه السابقة و الحالية و الآتية، و هي صانعة انتصاراته. لذا أعتقد أن من واجب القيادة العسكرية التركيز على تطوير دفاعاتها الجوية من حيث اقتناء طائرات متطورة قادرة على الالتحام جوا، بالإضافة إلى تدعيم ترسانته بصواريخ اعتراضية حديثة كافية، و تطوير منظومتها لإنذار المبكر. فالدفاع الجوي أضحى من أولى الأولويات يسبق حتى الخبز.
هذا إلى جانب دعم الخط الهجومي بصواريخ بعيدة المدى قادرة على أحداث دمار في البنية التحتية للعدو ، مع التركيز على الجانب الروحي للجندي السوري بشحنه بقوة الإيمان الأساسية في كل انتصارات الأمة . و هذا الجانب هو مركز قوة أفراد المقاومة الإسلامية التي أثبتت فاعليتها في الميدان .
فبعد الآن لا يمكن الاستمرار في اعتبار العامل الديني خطرا على استقرار النظام القائم .هذه الفكرة التي سعى الفكر الصهيوني و الصليبي لغرسها في عقول حكامنا حتى عاد الإسلام عدوها الأول بدل أن يكون عمود قيامها المركزي.
أما عن الجانب السياسي ، فكل الخبراء العرب و المحللين السياسيين يجمعون على ضرورة الإسراع في الإصلاح و المصالحة، و بإقحام المعارضة الفاعلة النزيهة في صنع القرار ، و فتح المجال للحرية السياسية و الفردية على أساس التوحد ضد العدوان القادم. فلا تترك الفرج لتسريب الخطط التخريبية للعدو كما حدث في العراق . فقد آن الأوان لإنشاء حكومة وحدة ، حكومة مواجهة تجمع كل التيارات الفاعلة في الشارع سوري . فبلدنا هذا و بكل شرائحه لم يعد هناك أدنى شك في أنها مقبلة على معركة حاسمة في تاريخها، حتى وإن قدمت لأعدائها الخارجيين كل التنازلات الممكنة و الغير ممكنة. فالعدو الصهيوني ، و بتزكية من الصليبية الحاقدة انطلق في تنفيذ مشروعه لرسم حدود إسرائيل النهائية و إقامة الدولة العبيرية واضحة المعالم ، و لن تتراجع عن ذلك مادام الوضع العربي و الإسلامي المستسلم موات .
لست خبيرا عسكريا و لا محللا سياسيا ، إنما مجرد مواطن مسلم عربي اهتاج دماغه و جاشت عواطفه فاعتصرت قلبه و شحنت قلمه فدون صرخته لتضاف للصرخات الحرة الأبية المتفجرة بالتتالي عبر الشبكة لعل و عسى، لعلى و عسى.

0 commentaires: