RSS

4/29/2006

ورقة من يوميات بحـــــــــــــار


الساعة السادسة صباحا..
أخيرا تهلل الجو و تجمل بشمسه و حلته المشرقة بعد ثلاث ليل حسوما..
أخيرا أجدني بعيدا عن السارية ، مستلقيا في استرخاء في أرجوحتي الورقية ، أمتع الخاطر باغفأة قصيرة ..
أشرعتي تحتضن الريح الشرقية، تلاعب الآتي بأناملها الطرية.. الموج حلزونات تسرح في البرية..
لا أدري لماذا استهوتني الكتابة المبدعة منذ البداية الأولى؟ لم علمتني السفر الغير مبرمج في بحار لم أمخرها بعد؟
الأكيد أنها حببت لي المغامرة المرغوبة و اكتشاف اللامحدود في محاولة مستمرة لرسم خريطة جديدة الإنسان ، للكون، للحقيقة الأزلية..
قد تطول بي المغامرة ، و يطول معها الانتظار إلا أنني متأكد أني في النهاية سأضيف خطا جديدا..
الكتابة الخلاقة لذة الوعي و الشعور لحظة ولادة مدهشة لقراءة مفتوحة للحضور الممتد في الزمان و المكان.
إنها أنس هارب من وحشة الجسد الموحل إلى زرقة الروح ، إلى رحابة الحلم المورق و الأمل المتورد.
فمن الغباء إذن أن أستفسر بعد هذا المسير عن جدوى الكتابة المغامرة، أو أشكك في معتنقيها .
و من الحمق أيضا أن أحاول تخيل تبعات شطبها ، لأن هذا يعني ببساطة شطب العقل ، البصيرة لصفة الإنسانية. إنها ترسيخ مدعم أبله للجهل ، للحيوانية ، مسخ كافر للمعجزة الكبرى للخالق تبارك و تعالى..
لم أتعب من التجديف ، من مقاومة العوامل ، عزيمتي لم تثبط بعد، مازلت راغبا في الرحلة العمر..
سأصل قريبا إلى الجزيرة الثانية، سأستمع لبوحها الأسطوري، و أنعم بلغتنا الغاوية. نصوصها ستتعرى أمامي بلا حياء، ستكشف لي سرّها الفاتن طواعية. إنها تعشق البطولة.
وإلى ذاك الحين تهدهدني أرجوحتي الورقية ، و أغمض جفني للرؤى الأفقية



0 commentaires: