RSS

6/09/2006

أزمة ذاكرة


كثيرا ما تتراكم الأفكار في ذهني لكنني حينما أهم بتدوينها أجد صعوبة كبيرة و كأني فقدت اللغة و القدرة على صياغة التراكيب. بل تتهرب مني المفردات فأحتار في أمرها و في أمري.. حتى أني لأنكر استحقاقي المستوى الدراسي المدون في شهادتي و أكذب البطاقات المتراصة في أرشيف الكتب الكثيرة المقرؤة
أحقا أنا من طالع بامعان كل تلك الكتب؟
أين اختفت القصائد الرائعة المحفوظة عن ظهر قلب؟
لما لم أعد أذكر إلا بيتين؟
ثم ما السرّ في ارتكابي لأخطاء املائية و نحوية باستمرار على الرغم من كوني اكتشفها بمفردي بعد المراجعة؟
أجل لقد مضت على تخرجي ثلاث عشرة سنة كاملة اشتغلت خلالها في ميادين لا تمس باختصاصي في شيء لينته بي المسير في مكتب إداري لا يحتاج لمستوى علمي عال لتسييره لكنها المعيشة تحتم عليك ما لا ترتضيه
أعلم أن لذاكرتي المريضة نصيب كبير في مشكلتي، فقد عانيت من ضعفها منذ الصغر.. فكثيرا ما نلت حظي من العقوبة الجسدية أيام الدراسة الأولى مع أني كنت أبدل كل جهدي في الحفظ لكن لمجرد مرور يوم أو يومين على المذاكرة أجدني نسيت أغلب القصيدة أو النص
و اليوم تطور الحال لنسيان أسماء الأشخاص و أرقام الهاتف و الكثير من السور القرآنية، حتى بت أفكر في زيارة اختصاصي في الأمراض العصبية و البحث عن أنجح الطرق لتقوية الذاكرة
إنها أزمة ومعاناة تمزقك كلما فقدت القدرة على استظهار الكثير من قواعد لغتك و مرادفات و معاني بعض ألفاظها و أشهر قصائد شعرائها و أسماء مشاهير كتابها
إنها المعاناة الدامية حينما تجد ألبومك الشخصي فارغ من أجمل لحظات طفولتك و كأنك لم تعشها. و كم ترجفني الغيرة و تهزني هزا لم أسمع رفاقي و هم يحكون ذكرياتهم باسهاب ممل. لأتساْل عن سرّ قوة التذكر لذيهم
كم من مرة راجعت قواعد لغتي الحبيبة، و كم من مرة أعدت حفظ ما أعشقه من قصائد، لكن وا أسفاه تتكرر الدائرة و كأن في ذماغي ثقب أسود يبتلع كل ما أحفظه

0 commentaires: