RSS

6/09/2006

مأساة متكررة


ما أصعب امضاء الوقت في عمل أرغمتك على مزاولته ضروريات المعيشة.. عمل بعيد كل البعد عن تخصصك و ما أمضيت في تحصيله طيلة سبع عشرة سنة، اللهم إلا الكتابة و القراءة
هي مأساة تجعلك تجعلك تحسب الساعات الثماني الماضية في رحابه بالثواني و تتأسف لضياع كل هذا الوقت هباءا دون استثمار لجهدك الفكري و الابداعي
في بعض الأحيان تسرق أ وقاتا فارغة لتصفح كتاب جديد أو مقالة نقدية في الجريدة اليومية أو لتدوين خواطر عابرة أرهقها الحبس الطويل
و كطفل خارج من الصف، تقفز فرحا لانتهاء الدوام و التحاقك بمكتبك البسيط تبادل الحديث مع أوراقك المبعثرة و أحالمك المدونة على شاشة حاسوبك و كذا مناقشة هموم الابداع في المنتديات الأدبية
و كالغريب في مدائن الموتى تمضي وحيدا تتقاذفك الغمزات و السخريات.. البعض ينعتك بالمتخلف لكونك مازلت تؤمن بجدوى الأدب في آخر الأزمان، زمن العلم و المادة، زمن الكتاب فيه يأكله الغبار فوق رفوف سكنتها العناكب، زمن مغني الكبرهات يزن بشهرته كل الكتاب مجتمعين، زمن يحاصر فيه عبقري القلم العوز من كل جانب، و ينعم فيه دعاة الأرداف المرتجفة بدعوى الإرتقاء بالفن إلى مصاف العالمية
فلمن تكتب يا مسكين؟
و كعادتي أمضي مبتسما و دماغي يغلي بمشاريع قصص جديدة أنتظر بشوق رهيب يوم ولادتها المباركة

0 commentaires: