RSS

5/04/2010

حوار حميمي مع المسرحي قناد محمد

default

أجرى الحوار محمد أربوز

إن الحديث عن المسرح و تاريخ ازدهاره بمدينة الحاجة مغنية يقودنا مباشرة إلى الحديث عن شخصية المسرحي البارز محمد قناد. هذا الممثل البسيط في مظهره و معاشه الغني بموهبته و طموحه. جمعتنا به جلسة حميمية في مقهى الوداد و حول كؤوس البراس المميزة فكان لنا معه هذا الحديث الطريف.

خواطر عابرة: أعتقد أنني لن أكون مخطئا إذ اعتبرت أن العودة بك عبر دهاليز الذاكرة تؤجج بداخلك حنينا مميزا للخشبة و عوالمها.
محمد قناد: هذا صحيح فالعودة إلى الوراء هي في الحقيقة عودة إلى الحياة و نشوة الحلم و الطموح ، إلى متعة الخشبة.
خواطر: إذا فالإمساك بأول خيط يحيلنا حتما للبداية.
قناد: أجل وكان ذلك سنة 1967 وقت تم اكتشافي للذة التمثيل على الخشبة و ذلك ضمن فوج المحبوبة في الكشافة الإسلامية. و إن لم تخني الذاكرة كانت مسرحية آه الثورة أول مسرحية مثلتها و شاركت بها في مهرجان تلمسان للمسرح الكشفي. و بعد انضمام الكشافة الإسلامية لوزارة الشباب و الرياضة مع مطلع السبعينات اقتصر مجهودنا على أنجاز سكاتشات بسيطة و مسرحيات تتمحور موضوعاتها حول إنجازات الفترة و المتمثلة في إنجازات الثورة الزراعية و الصناعية.
خواطر: و كيف كانت انطلاقتكم الفعلية:
قناد: الحق أقول أني لم أع المعنى الحقيقي للمسرح إلا مع قدوم الزميل بوعيشة مصطفى صاحب التجربة الطويلة و الثقافة الواسعة. إذ لقننا الطريقة المثلى للعب الأدوار بأكثر دقة و حيوية. فلم يعد التمثيل مجرد إلقاء أحرف بل عاد انغماسا كليا في الشخصية. كما أن التمثيل الجماعي حل مكان الفردي، فالمسرحية لم تعد قائمة على البطل الفرد و الممثل عاد يتقمص عدة أدوار في المسرحية الواحدة مع إدخال الطبل و اشراك الجمهور في البطولة.
خواطر:الأحداث الهامة في مسيرتكم الفنية أكيد هي مرتبطة بمواعيد تاريخية.
قناد: أكيد. ففي سنة 1976 أحرزنا على تأشيرة المرور للمهرجان الوطني للهواة بمستغانم  بمسرحية الأمنية التي ألفها الزميل العايدي عبد الله و أخرجها بوعيشة .
و في السنة الموالية أنشأت فرقة ابن الشعب لأقل من 14 سنة للمشاركة في المهرجان الكشفي المقام بالعاصمة و قد شاركت فيه ستة عشر ولاية اجتمعت في مخيم ضخم بشاطئ سيدي فرج و قد وفقنا الله في اجتياز المراحل التصفوية و الحصول على المرتبة الأولى فبل مسرح سيدي بلعباس. فنلنا إجازة شهر في الاتحاد السوفيتي سابقا.

خواطر: إذن مرحلة السبعينات كانت زاهرة .
قناد: أجل فالكل كان يعرف ما لفرق الحاجة مغنية من قوة في الأداء و النص و الإخراج.

خواطر: و هذا مع الأسف ما تلاشى في أيامنا هذه؟
قناد مع الأسف الشديد . لكن الانحدار الفعلي للمسرح يعود لسنة 1981بعد إخفاق المهرجان الجهوي للمسرح الهاوي الذي أقيم بعد جهد جهيد في مدينتنا و ذلك بسبب مقاطعة الجمهور للعروض المسرحية احتجاجا على قرار إلغاء عرض مسرحيتنا المبرمجة – السوسة- لكونها كانت تعالج ظاهرة الطرابندو.
و من تم بدأت المشاكل في تلاحق خاصة المشكل المادي حتى تم حل الفرقة و ذلك بعد آخر مسرحية- زيارة مبروكة- سنة 1984.

خواطر: في رأيكم إلى ماذا يمكن إرجاع ذلك؟
قناد الأسباب عديدة و متنوعة لكن الأكيد يرجع إلى سياسة التسيير و المصاعب المادية و المشاكل الشخصية الناتجة عن تدهور المعيشة.

خواطر: هل من محاولات لإنعاش المسرح من جديد؟
قناد : أعتقد أنه مادمت المواهب تولد و حب الفن ينتعش فالأمل موجود. و لهذا أنشأت منذ سنة فرقة شبابية هدفها إعادت الاعتبار لمسرح الحاجة مغنية على الرغم من أن المشكل المادي لا يزال مطروحا.

خواطر: و عن المسرح الجزائري بصفة عامة .
قناد : عبارة واحدة اعتقد أنها كافية لوصف حالته. إنه في أزمة شأنه شأن جمع الميادين الثقافية الأخرى. و أضيف و أقول لا يمكن للحركة المسرحية أن تعود إلى سابق عهدها مادام التهميش المقصود للفنان المسرحي مستمر و مادام تم الاستغناء عن قاعات المسارح لتتحول إلى متاجر لبيع البيتزا.

0 commentaires: